فلسطين اليوم- غزة
حذر الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، مما يحاك "لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، من خلال مبادرات لإعطاء الفلسطينيين (دولة كرتونية)"، داعياً إلى عدم الانزلاق في هذه "المتاهات" الجديدة، مطالبا بالالتفات لترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة ما تبقي من المخططات التي تحاك.
وقال الدكتور الهندي، خلال لقاء نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني مساء الثلاثاء (8/9) بينه وبين عدد من الصحفيين في مدينة غزة: "نحن نعتقد أن فلسطين كل فلسطين لنا، والحديث عن جناحي الوطن مضر للقضية الفلسطينية، والحديث عن دولة هو أقرب إلى الأوهام التي تحتاج إلى التصدي لا التعاطي معها، وفي ظل الحديث عن هذه الدولة يمرر مسائل كثيرة من التطبيع".
وأضاف: "هذه ليست دولة، هذه دولة بالاسم "دولة كرتونية"، والناس إذا أرادت أن تصدق مشروع دولة تمارس خداع كبير على الشعب الفلسطيني، وهذا الأمر ليس متعلقا بخطة اوباما، ولا بمشروع فياض ودولته التي لها أهداف أمنية محددة لتصفية القضية الفلسطينية".
وتابع: "هذه ليست دولة، هي فتات وما لا تريد إسرائيل أن تحتفظ به، تريد أن تقول أننا قدمنا دولة للفلسطينيين، ولذلك نحن نحذر من مخاطر الانزلاق والدخول بأي متاهة وعقد أي لقاءات للقول أن هناك تسوية سياسية"، متسائلاً عن أي دولة ممكن أن نتحدث عنها دون القدس واللاجئين وفي ظل حصار غزة الخانق وتفتيت الضفة وتهويدا بين الأغوار والجدار والمستوطنات والطرق الالتفافية.
ووجه عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي رسالة إلى رئيس السلطة محمود عباس بعدم إجراء أي لقاءات طالما الاستيطان والتهويد ونهب الأرض مستمر.
واستبعد إجراء جولة جديدة من الحوار بعد عيد الفطر، مؤكداً أنه حتى الآن لم توجه دعوات ولم يتم أي ترتيبات، معربا عن أمله يكون لقاء بعد العيد والأمور تضح. وقال: "الأجواء اليوم مسمومة، وواضح أنها لا توفر مناخ مناسب للحوار واستمرار حملات الاعتقالات في كل مكان لا يبشر أن هناك أجواء حوار فلسطيني وتأجيل الجولة الماضية هو مؤشر لعدم نضوج الظروف"، مشدداً على أن الانقسام الفلسطيني له أبعاد وهو جزء من التطاحن في المنطقة.
ونفي القيادي في الجهاد أن يكون قد تم تشكيل لجنة لدمج حركته وحركة "حماس" تمهيداً لدمجهما في منظمة التحرير.
وحول طبيعة علاقة حركته مع حركة "حماس" ومع أي فصيل فلسطيني؛ قال عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي: "نحن حركة مقاومة فلسطينية تقاتل من أجل تحرير فلسطين والحفاظ على الثوابت الفلسطينية، ولذلك كل من يقترب من المقاومة نحن نقف معه في نفس الخندق وكل من يقف ضد المقاومة ويلاحق المقاومة نحن مباشرة ضده وضد نهجه، وكل من يحافظ على الثوابت الفلسطينية ويؤكد عليها ونحن سنلتقي معه ونعيش معه في نفس الخندق وكل من يتنكر لهذه الثوابت نحن نقف ضده".
وأضاف: "منطلقاتنا إسلامية بالتأكيد نحن سنكون اقرب إلى من يحافظ على ثقافة الأمة وتاريخها وينطلق من هذه العقيدة التي يتبناها الاكثيرة من شعبنا".
وأكد أن تشكيل لجنة لإعادة بناء منظمة التحرير هو من مهمة الحوار الوطني "ومن يعطل ذلك هو المسئول عن عدم وجود مرجعية فلسطينية وطنية أحوج ما يكون لها الشعب الفلسطيني"، كما قال.
واعتبر الهندي أن تشكيل لجنة من المنظمة نفسها لإعادة بناء المنظمة التفاف لإعادة بناء المنظمة، وإعاقة وعقبة جديدة أمام محاولة جادة لمنظمة التحرير، وقال: "نحن لسنا جزء من هذه اللجنة ولا نعترف فيها، ونحن نعتقد أن المدخل الطبيعي لإعادة بناء المنظمة هو اتفاق القاهرة 2005".
وأكد أن بناء مرجعية وطنية والاتفاق عل الحد الأدنى من البرنامج السياسي "هو المدخل لبناء وضع فلسطيني متماسك، معتبرا الانتخابات ليس مدخلا لبناء وضع فلسطيني متماسك". وقال: "كان لدينا انتخابات وكانت هي مدخل للانقسام وقد تكون الانتخابات القادمة إذا لم تجري وقف رؤية واتفاق داخلي مدخلا لمزيد من الانقسام، لذلك نحن ندعو أن تكون انتخابات على أساس توافق وطني فلسطيني وليست لأي اجتهاد أو أي رؤية أخرى، ونحذر أن تصبح الانتخابات أداة لمزيد من الانقسام الداخلي".
وأضاف عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي: "إن بناء مرجعية وطنية وإعادة بناء منظمة التحرير لتصبح مرجعية للجميع والاتفاق على القواسم المشتركة كبرنامج وطني للمرحلة القادمة له أهمية كبيرة تفوق أهمية الانتخابات، ليس معنى ذلك أننا ضد إجراء الانتخابات، ولكن نقول أن الانتخابات يجب أن تكون بالتوافق وليست هي المدخل الحقيقي لإنهاء الانقسام الفلسطيني".
وجدد موقف حركته من المشاركة في أي انتخابات تجرى في ظل وجود الاحتلال، مؤكداً أنه بعد تحرير كامل التراب الفلسطيني تنظر حركته في موضوع البناء، رافضا مشروع إقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967.
واعتبر الهندي التصعيد الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة بأنه "تصعيد مدروس وهو رسالة لكل الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد من خلاله أن تفرض سياسة جديدة على الأرض". وقال: "هذا التصعيد للكل الفلسطيني وليس للمقاومة أن إسرائيل تدير ظهرها للجميع، ليس هناك مفاوضات حقيقة ولا جدية، هناك برنامج لدى إسرائيل تهويد الضفة والقدس لذلك على الرئيس عباس أن لا يتحدث عن أي لقاءات".
ونفى أن يكون هناك تهدئة داخلية من قبل الفصائل، موضحاً أن "تصعيد المقاومة مسألة متروكة لتعقيدات الوضع الميداني وأصحاب الاختصاص".
أما بخصوص المقاومة في الضفة، فقال الهندي: "المقاومة في الضفة الغربية ملاحقة، فما يحدث في الضفة ليس له علاقة بصراع بين "فتح" و"حماس" ما هو موجود خطة لملاحقة المقاومة ومطاردتها ودايتون من يحكم في هذا الموضوع".
ونفى عضو المكتب السياسي للحركة أن تكون حركته تمر بأزمة مالية، مؤكداً أن الأمر لا يعدوه تعقيدات في التحويلات المالية وإدخال الأموال إلى غزة المحاصر، مشيراً إلى أنه من ضمن ترتيبات الجهاد الإسلامي في المرحلة القادمة هو المزيد من الانفتاح على الناس والاهتمام بقضاياهم وخدمتهم.
واعتبر الهندي لقاء الوزير الإسرائيلي سلفان شالوم مع وزير الاقتصاد في حكومة فياض باسم خوري مؤخرا بأنه "مضر بالقضية الفلسطينية، وهو غطاء للقاءات أخرى، وليس لها علاقة بحالات إنسانية ولا بتسهيل على المواطنين"، قائلا: "هذا لقاء سياسي من الدرجة والأولى ومدخل للقاءات أخرى، وهذه اللقاءات تخدم مشروع فياض الذي يتقاطع مع المشروع الأمريكي الذي ينتظره الكل".
وحول انتهاء الشرعيات للمجلس التشريعي وللرئيس محمود عباس مطلع العام القادم، أكد أن ذلك لن يغير شيء وان الأمور ستبقى على ما هي عليه، قائلا: "إن الشرعية الحقيقية في ظل وجود الاحتلال هي للمقاومة".
وشدد أن "المستقبل الآن للمقاومة التي تمكنت من وقف المشروع الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "إسرائيل التي كانت في الماضي تكسب حروب ضد أنظمة عربية خلال ساعات تراجعت وأصبحت عاجزة أمام المقاومة في لبنان وفلسطين". وقال القيادي في الجهاد الإسلامي: "اليوم إسرائيل وراء ظهورنا، وأصبحت دولة لا تستطيع أن توائم أهدافها التي وضعتها".